مايا واكد موسيقاي وطنٌ للمغتربين وجسرٌ بين الثقافات

Admin
By Admin
6 Min Read
مايا واكد موسيقاي وطنٌ للمغتربين وجسرٌ بين الثقافات

في عالم يتسارع فيه كل شيء، تأتي أصوات فنية فريدة لتعيدنا إلى الجذور وتفتح لنا آفاقاً جديدة في آن واحد. الفنانة اللبنانية الكندية مايا واكد هي إحدى هذه الأصوات الآسرة التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة خاصة بموسيقاها العابرة للأنواع، حيث تمزج ببراعة بين دفء الشرق وأناقة الغرب. وقبل حفلها المرتقب في مسرح زعبيل بدبي هذا الشهر، حظيت “ميوز أرابيا” بلقاء حصري معها، لنتعمق في رحلتها الملهمة، ونكتشف الرسائل الكامنة خلف ألحانها، ونستشرف معها الأجواء التي تعد بها جمهورها.

مقابلة خاصة لمجلة ميوز ارابيا مع النجمة العالمية الكندية البنانية مايا واكد اجرت الحوار لمار محمد غانم

مايا واكد لقد نشأت محاطة بأصوات المشهد الموسيقي اللبناني

مايا واكد موسيقاي وطنٌ للمغتربين وجسرٌ بين الثقافات
مايا واكد موسيقاي وطنٌ للمغتربين وجسرٌ بين الثقافات

ميوز أرابيا: بدايةً، أهلاً بكِ في مجلة “ميوز أرابيا”. هلّا حدثتنا قليلاً عن نفسكِ، وعن معنى “الموسيقى العابرة للأنواع” بالنسبة لكِ كفنانة؟

مايا واكد: أهلاً بكم. لقد نشأت محاطة بأصوات المشهد الموسيقي اللبناني والتأثيرات المتنوعة لخلفيتي متعددة الثقافات. لطالما كانت الموسيقى وسيلة للتعبير ومشاركة القصص وجمع الناس. كفنانة، أتبنى ما يُعرف بـ”الموسيقى العابرة للأنواع” لأنها تحررني من القوالب السائدة. بالنسبة لي، هي ابتكار صوت يتجاوز التصنيفات ويمزج التأثيرات من مختلف الثقافات والعصور، من الألحان العربية الأصيلة إلى ارتجالات الجاز الحرة، لتقديم تجربة موسيقية تفتح للمستمع أبواباً لا نهائية من الاحتمالات.

- Advertisement -

تتمحور مواضيعي حول الهوية، الانتماء

ميوز أرابيا: ما هي المواضيع الجوهرية التي تسعين لإيصالها عبر موسيقاكِ؟

مايا واكد: تتمحور مواضيعي حول الهوية، الانتماء، والحنين. أهدف لنقل مشاعر الحب والشوق والأمل من خلال عدسة التعددية الثقافية. الموسيقى بالنسبة لي أداة تواصل قوية، سواء للاحتفال بجذوري اللبنانية، أو لتوثيق رحلتي كمهاجرة، أو ببساطة لاستكشاف التجارب الإنسانية المشتركة. كلماتي وألحاني تتحدث عن شعور التنقل بين عوالم مختلفة، واحتضان جمال الحنين إلى الماضي وفرحة الاكتشاف في الحاضر.

“أريد أن يشعر الجمهور وكأنهم في رحلة معي… أريد أن يضحك الناس ويبكوا ويغنوا ويرقصوا. الشعور بأنك ‘في وطنك’ هو ما أتمنى أن أثيره.”

مايا واكد موسيقاي وطنٌ للمغتربين وجسرٌ بين الثقافات
مايا واكد موسيقاي وطنٌ للمغتربين وجسرٌ بين الثقافات

ميوز أرابيا: في حفلِك القادم بمسرح زعبيل، ما هي التجربة الشعورية التي تتمنين أن يعيشها الجمهور؟

مايا واكد: أتمنى أن يشعر الجمهور وكأنهم في رحلة معي. سواء كان ذلك حنيناً لمكان يحبونه، أو حماساً لشيء جديد، آمل أن أخلق جواً من الدفء والألفة. أريد أن يضحك الناس ويبكوا ويغنوا ويرقصوا. الشعور بأنك “في وطنك” — حتى وأنت بعيد عنه — هو ما أتمنى بشدة أن أثيره، خاصة لدى إخوتي المغتربين اللبنانيين وكل من يشعر بالانتماء لثقافات متعددة. ستكون تجربة عاطفية واحتفالية بامتياز.

ميوز أرابيا: كيف تنجحين في مزج العربية والفرنسية والإنجليزية مع الجاز والتأثيرات الموسيقية الأخرى؟

مايا واكد: كوني أتحدث ثلاث لغات، أجد جمالاً خاصاً في كل لغة. العربية، بصدىها الشعري العميق، تمنح موسيقاي ثقلاً عاطفياً؛ الفرنسية تضيف لمسة رومانسية، والإنجليزية لمسة عصرية. وعندما أدمج كل هذا مع الجاز، أحتضن الحرية التي يمنحها لي: الارتجال، التحولات غير المتوقعة، والروحانية. هذا الاندماج هو ما يصنع صوتي الخاص، حيث تصبح كل أغنية فرصة لاستكشاف أعماق عاطفية جديدة.

مايا واكد الاختيار يعتمد على الصدى العاطفي

ميوز أرابيا: نلاحظ في أعمالكِ إعادة تقديم لأغانٍ كلاسيكية. كيف تختارين هذه الأغاني؟

مايا واكد: الاختيار يعتمد على الصدى العاطفي. أبحث عن الأغاني الخالدة التي تثير في داخلي شعوراً بالحنين أو عاطفة أرغب في استكشافها مجدداً. أعيد تقديم هذه الكلاسيكيات لأني أؤمن أنها تستحق أن تُسمع في ضوء جديد، بتوزيعات حديثة تخاطب الأجيال الشابة مع احترام جوهرها الأصلي. كما أميل للأغاني ذات الأهمية الثقافية التي تثير ذاكرة جماعية، سواء كانت من لبنان، فرنسا، أو أي مكان آخر.

ميوز أرابيا: من هو الجمهور الذي تشعرين أنه الأكثر تفاعلاً مع موسيقاكِ؟

مايا واكد: أجد أن موسيقاي تلامس قلوب من يعيشون مثلي بين عوالم مختلفة. الجالية اللبنانية في المهجر قريبة جداً من قلبي، وكذلك الشباب من خلفيات متعددة الثقافات الذين يبحثون عن هوياتهم. جمهوري متنوع الأعمار، لكنه يتركز في الفئة العمرية بين 30 و50 عاماً، الذين يتفاعلون مع الحنين في أغنياتي. لكني سعيدة بأن موسيقاي تصل أيضاً لمن لا يتحدثون العربية ولكنهم يشعرون بعمقها العاطفي.

ميوز أرابيا: صفِي لنا عمليتك الإبداعية عند ولادة أغنية جديدة.

مايا واكد: تبدأ العملية بلحظات إلهام عفوية، غالباً أثناء القيادة أو الاستماع للموسيقى. أدوّن الأفكار ثم أعود إليها لاحقاً لأجرّب توزيعات وألحاناً مختلفة. إنها عملية عضوية جداً، تستغرق أشهراً وأحياناً عاماً كاملاً حتى نصل للنسخة النهائية في الاستوديو، حيث يجتمع كل شيء: الصوت، والآلات، والإنتاج، ليتحقق السحر الحقيقي.

التحدي الأكبر كان الموازنة بين حياتي الشخصية ومسيرتي الفنية

ميوز أرابيا: ما هي أكبر التحديات التي واجهتكِ في مسيرتك الفنية؟

مايا واكد: التحدي الأكبر كان الموازنة بين حياتي الشخصية ومسيرتي الفنية، خاصة مع التنقل المستمر بين البلدان. هذا التنقل وعدم الاستقرار كان صعباً، لكني تعلمت أن أصعب اللحظات هي التي تشعل أقوى شرارات الإبداع. لقد وجدت الآن التوازن الذي يسمح لي بتحويل تجاربي إلى فن، والتكيف مع البيئات المختلفة مع الحفاظ على صوتي الخاص.

ميوز أرابيا: أخيراً، ما هي رسالتكِ للفنانين الشباب في لبنان والعالم العربي؟

مايا واكد: نصيحتي لهم بسيطة: كونوا أوفياء لأنفسكم، واستمروا في العمل الجاد وصقل مواهبكم. العالم ينتظر أصواتكم الفريدة، والعمل الجاد هو السبيل الوحيد للوصول. كونك فناناً في منطقتنا تحدٍ كبير، ولكنه أيضاً فرصة للإبداع العميق. احتضنوا هويتكم وثقافتكم ودعوها تسطع في فنكم. لا تخافوا من التجربة وتحدي التقاليد، فجمال الفن يكمن في كونه بلا حدود. استمروا في تخطي الحواجز وسرد قصصكم.

انشر المقالة
اترك تعليقا