كريمة قضوي، باحثة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مصدر إلهام لتعزيز دور المرأة في قطاع الذكاء الاصطناعي. في لقاء مميز تتحدث عن تجربتها. By Mohamad Ghanem
إيماناً منها بضرورة تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المجتمعات المهمّشة. وتعزيز استخدام اللغات التي تفتقر إلى المواد التي تدعم استخدامها في التقنيات الحديثة. قررت الباحثة كريمة قضوي، بعد تخرجها من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، البقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. للاستفادة من المهارات والخبرات التي اكتسبتها في الجامعة لخدمة القضايا التي تؤمن بها.
كريمة قضوي باحثة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
فهي طالبة مغربية حصلت على شهادة الماجستير في تعلّم الآلة وكانت ضمن الدفعة الأولى من خريجي الجامعة في عام 2022. وقد نجحت في الانتقال بسلاسة من مقاعد الدراسة إلى العمل البحثي، حيث أصبحت باحث مساعد في الجامعة.
الجدير بالذكر أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. التي تخرجت منها قضوي، هي أول جامعة بحثية في العالم متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي. وهي مؤسسة تولي الأبحاث دوراً محورياً في مناهجها الدراسية ومبادئها. وذلك سعياً منها إلى إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها أفراد المجتمع في حياتهم اليومية. وتضم خمسة أقسام: علوم الحاسوب، والرؤية الحاسوبية، وتعلّم الآلة، ومعالجة اللغات الطبيعية، وعلم الروبوتات.
وتسعى كريمة قضوي. من خلال أبحاثها إلى تسليط الضوء على قدرة المرأة على المساهمة بشكل فاعل في مجال الذكاء الاصطناعي. تجسد شعار اليوم العالمي للمرأة للعام 2024. الذي يشجع كل امرأة على أن تكون مصدر إلهام لتعزيز دمج النساء في مجالات الحياة كافة.
ما هي المجالات التي تتمحور حولها أبحاثكِ في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؟
لقد عالجت رسالة الماجستير، التي أعددتُها لنيل الشهادة. التعرف إلى كلام الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النطق، وكيفية اكتشاف أنماط هذه الاضطرابات. وذلك بهدف إعادة توليد الكلام مثل أي شخص لا يعاني منها. فالعديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات. في النطق يعانون أيضاً من إعاقات حركية، ما يجعلهم بحاجة إلى المساعدة من محيطهم. لذلك، يُعتبر التواصل أمراً حيوياً بالنسبة إليهم.
وقد عملتُ مؤخراً بصفتي باحث مساعد في الجامعة على جعل مختلف مهام معالجة اللغات الطبيعية متاحة على نطاق واسع. كاللغة العربية ولهجاتها، سواء في النصوص أو في أنماط الكلام. وفي حين تعمل أنظمة الترجمة. والتعرف إلى الكلام المتاحة حالياً بشكل فعّال إلى حد ما على اللغة العربية الفصحى، إلا أنّها لا تشمل اللهجات المحلية. والتي يمكن أن تكون مختلفة تماماً بين دولة وأخرى. لذا، لا بد لنا من أن نطور أنظمة تعمل على اللهجات. التي يستخدمها أفراد المجتمعات في حياتهم اليومية، وذلك إذا أردنا أن نتوصل إلى نماذج لغوية شاملة.
برأيكِ، أين تكمن أهمية إرساء بيئة متنوّعة تشمل النساء في مجال الذكاء الاصطناعي؟
أعتقد أن التنوّع مهم جدًا لدفع عجلة الابتكار، سواء من حيث العرق، أو الجنس، أو العمر، أو أي معايير أخرى. والمرأة تُعتبر طرفاً أساسياً في هذه المعادلة. إلى جانب ذلك، يُعتبر التحيّز شائعاً في أنظمة الذكاء الاصطناعي. بالتالي، لا بد من دمج النساء من أجل استحداث أنظمة تتسم بنسبة أكبر من الموضوعية. وتتناول قضايا قد لا يسلط الضوء عليها العاملون في هذا القطاع من الرجال. مع الإشارة إلى أن هذا التحيز سيكون مماثلاً في حال هيمنت النساء على هذا القطاع. أخيراً، فإن مستخدمي هذه الأنظمة هم من الرجال والنساء، لذا لا بد أن يعكس التنوّع في صفوف العاملين على إعدادها. وتصميمها هذا الاختلاف في فئات المستخدمين.
ما هي طموحاتك المهنية على المدى الطويل؟
أنا أسعى إلى نيل شهادة الدكتوراه لتعزيز خبراتي في هذا المجال. وأطمح إلى الانضمام لاحقاً للعمل في مجال البحث والتطوير في قطاع الذكاء الاصطناعي. وسأحرص خلال مسيرتي المهنية على تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات المهمّشة، على أمل أن أكتسب . المزيد من الخبرة حول معالجة اللغات الطبيعية والرؤية الحاسوبية، لأتمكن من اتباع نهج متكامل في هذا المجال. كما أطمح إلى تأسيس شركتي الخاصة مستقبلاً، لأتمكن من استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع.
برأيكِ، كيف يمكن لأبحاث الذكاء الاصطناعي أن تخدم المجتمع؟
إن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم حلول لمشكلات لم نكن قادرين على حلها من قبل. إذ يشهد هذا القطاع نمواً بارزاً بوتيرة سريعة. ويسعى إلى إحداث تحولات جذرية في حياتنا في وقت أقصر بكثير من التحولات التي تنتج عن مجالات البحث الأخرى. فمن شأنه تحسين مختلف القطاعات، مثل الرعاية الصحية، والاستدامة البيئية، والتعليم، والسلامة العامة، على سبيل المثال لا الحصر. إلا أنه لا بد لنا. في سبيل إنجاح هذه المساعي. من مضافرة الجهود لتنظيم هذا القطاع، لنعزز من فوائده ونحد من تداعياته.