فعاليات عديدة مستوحاة من الكتب، تحتضنها الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، والتي تقام فعالياته حالياً في مركز إكسبو الشارقة، وتستمر حتى 12 من نوفمبر الجاري، وتفاجئ هذه الأنشطة الزوار بعروض شيقة ومبتكرة بشكل يومي، ومن هذه العروض جولة نظمتها دار «روايات» المختصة بالكتب الأدبية، والتابعة لمجموعة «كلمات» للنشر، من خلال عرض صامت عرف بكتاب جديد صادر عن الدار بعنوان «التأمل أمام المرآة» من تأليف الدكتورة تارا ول، وهي أستاذة في علم النفس ومدربة في مجالات الإدراك الذاتي، وسيتم تنظيمها مرة ثانية في 10 نوفمبر الجاري في الساعة السابعة مساءً انطلاقاً من جناح دار “روايات” المشارك في المعرض.
بوح المرايا
العرض الصامت الذي يعرف بهذا الكتاب، في مجال التنمية الذاتية، والذي ترجمه إلى العربية محمد فتحي خضر، انطلق من البوابة الرئيسية، القريبة من قاعة الفكر في مركز إكسبو الشارقة، وتحرك داخل الممر الرئيسي، وقدمته فرقة ترتدي ملابس سوداء تحيل إلى غموض النفس البشرية، وتحمل مرايا ينظر إليها عناصر هذه الفرقة في صمت وتأمل، فيما صبغوا أطراف وجوههم ببعض الألوان، وحملوا في أيديهم أيضاً مشاجب ملابس تحمل نسخاً من الكتاب النفسي.
توالد الأسئلة
جمهور المعرض، الذي استوقفته هذه الفعالية، بدأ يتهامس عن مضمونها، وعن الهدف من هذا العرض، لكنهم ما لبثوا طويلاً وهم يتتبعون حركة الفريق، حتى لفت انتباههم الكتاب الذي يحملونه، والعنوان البارز على صفحته الرئيسة «التأمل أمام المرآة»، والمتبوع بعنوان شارح جاء فيه «التغلب على نقد الذات واكتساب الثقة والرفق بالنفس»، وقد نجح هذا الكتاب من خلال هذا العرض برفع مستوى الهمس والثرثرة حوله، وجعل زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب يتحدثون عن محتوى هذا الإصدار الجديد، والذي جذب هذا العرض السريالي الأنظار إليه.
محتوى نفسي وذاتي
«نتحدث كتباً» هو شعار المعرض، لكنه هو مضمون أغلب الفعاليات أيضاً، ومن ضمنها جولة دار «روايات» للتعريف بـالكتاب والذي تطرح فيه مؤلفته العالمة النفسية الدكتورة تارا ول، مجموعة من التساؤلات حول الذات، ونظرتنا إليها من خلال المرآة، للتوقف مع النفس، والتوصل إلى إدراك أعمق وفهم حصيف لذواتنا، فهي ترى أن المرايا قادرة على استثارة بعض المشاعر القوية في نفوسنا، ويمكنها أيضاً أن تفيدنا بطرق لم تخطر لنا على بال، فهي إحدى الأدوات الأساسية للتعامل مع تحديات الحياة، وسبب هذا أن المرايا تمكننا من النظر إلى أنفسنا وجهاً لوجه.
هذا الكتاب، الذي يعد من أحدث ترجمات دار «روايات»، والذي خصصت له هذه الفعالية الترفيهية، ضمن فعاليات هذه التظاهرة الثقافية، يحيل إلى دور المرآة كرفيق نفسي، يعلمنا الاعتناء بالنفس، قبل أن تكون أداة للتزين والمظهر أمام الآخرين، ويدعونا إلى اكتشاف الهدوء في دواخلنا، ونحن نطالع ذلك الانعكاس لأنفسنا، واختبار تجربة عيش حياة عامرة بالتأمل.