By Linda ALAli
من الشرق إلى الغرب رحلة نطوف فيها في طيات كتب تحملنا من خلالها بذكريات من الماضي وترسم لنا مستقبل مشرق.
يطل هذا العام معرض الشارقة للكتاب 42 تحت شعار “نتحدث كتباً” لتبدأ لغة الحوار من كتاب، حيث يستضيف المعرض 1043 دار نشر عربيّة و990 دار نشر أجنبيّة يتميز كل منها بعمل جديد لنرى “إمساء للكتب النادرة والمخطوطات”، تعرض صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه تحمل توقيعه في عام 1970، وغيرها من الأعمال المميزة .
حدثتنا الدكتورة باربارا ميكالاك عن حكايتها مع اللغة العربية والتي بدأت قبل أربعين عامًا، عندما سافرت إلى إيطاليا وقابلت الدكتور صبري حافظ، الذي أخبرها أن اللغة العربية أجمل لغة في العالم، فشعرت بالفضول، وقررت تعلمها، تقول “بعد وصولي إلى كركوف في بولندا وجدت معهد الاستشراق وقسم اللغة العربية، وبدأت رحلتي من هذا القسم”.
وأكد عدد من مديري ومؤسسي نخبة من أشهر الوكالات الأدبية العربية والدولية، أن الوكيل الأدبي يقوم بدور ثقافي مهم في الحفاظ على التراث الأدبي، ويعمل على مصلحة الكاتب والناشر على حد سواء، وهذا يتطلب منه متابعة دقيقة ومهنية للمعطيات والتفضيلات القرائية، من هنا ينبغي على الكاتب أن يختار بعناية الوكيل الأدبي المناسب له، والذي يفهم طبيعة كتاباته ويرى فيها قيمة أدبية؛ مشيرين إلى أن الوكيل الأدبي المحترف لا يعمل بشكل منفرد، بل يتعاون مع الناشر، ويسعى إلى خلق نجاح مشترك للكتاب، وأنه قادر على جذب المؤلفين إليه بسمعته وإنجازاته.
وجاء ذلك في جلسة “الدور المتطور للوكلاء الأدبيين في العصر الرقمي”، ضمن فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، واستضافت كلاً من تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة للحقوق الأدبية، وياسمين جريصاتي، مؤسسة وكالة “راية” الأدبية، وصوفي هيكس، مؤسسة وكالة صوفي هيكس.
تأثير الذكاء الاصطناعي على أدب الطفل
كما واستضاف معرض الشارقة للكتاب جلسة حوارية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي وأثره على أدب الطفل” تحدث خلالها الكاتب والناشر الكويتي محمد شاكر جراغ نائب رئيس مجلس إدارة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، والناشرة الإماراتية الدكتورة اليازية خليفة السويدي، صاحبة دار الفُلك للترجمة والنشر.
واستعرض محمد شاكر تجربته في استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال كتاب الطفل، مبيناً أن البداية كانت حين قرأ عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاستشارات القانونية الدقيقة فأدرك أن هناك شيئاً ما يتطور في هذا المجال وبدأ يهتم بالأمر على مستوى مجاله، وشكل فريقاً من 25 شخصاً عكفوا لمدة عام ونصف على دراسة الذكاء الاصطناعي في مجال النشر للأطفال، ودوره في جميع مراحل هذه العملية من تحرير النص إلى الرسومات إلى الإخراج والصف وحتى الطباعة والتسويق، وخرجوا بدراسة من 200 صفحة قدموها لملتقى ناشري كتب الأطفال، أوضحوا فيها الجوانب المشرقة لهذه التطبيقات في مجال النشر للأطفال، ومنها اختصار الوقت والجهد، والدقة.
فيما تحدثت الدكتورة اليازية خليفة عن تجارب استخدام تطبيق التشات جي بي تي في الكتابة، وملاحظاتها حوله، مبينة أن العنصر البشري يبقى الأهم في العملية الإبداعية برمتها، فهذه التطبيقات تولد الأفكار من بيانات تراكمية مختزنة، وليست عملية خلق كما يفعل الكاتب، الذي بإمكانه استثمار هذه التطبيقات ولكن ليس بشكل كامل، مبينة أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أفضل لبعض الفئات الخاصة من الأطفال، كالمصابين بالتوحد أو من ذوي الإعاقات البصرية والحركية، لدقته الكبيرة في تحديد وفرز تدرجات الألوان وأشكال اللمس المناسبة.
نحن نقرأ لأننا نتنفس
وما أكده نخبة من الأدباء والأكاديميين والمتخصصين في عالم النشر، نحن نقرأ لأننا نتنفس، نحن نقرأ لأن القراءة جزء من الخبرة الإنسانية التي تتجاوز تلقي العلوم والمعارف وقال الناشر محمد مولود عبد العزيز، صاحب دار العرفان الوقفية العامة في موريتانيا: القراءة عملية أساسية لتنمية العقل والفكر، تماماً كما يعتبر الطعام والماء غذاءً ضرورياً للأجسام، فمن خلال القراءة ننمو ونتطور، ونكتسب المعرفة، وإذا كنا نفهم أهمية الغذاء لصحتنا الجسدية، يجب أن نفهم أن القراءة هي غذاء عقولنا وتفكيرنا. كذلك فإن القراءة التي نتحدث عنها هي كلمة عامة، تشمل التقنيات الحديثة، تاريخياً، قام الإنسان بتسجيل المعرفة والأفكار بأشكال مختلفة؛ إذ بدأ الأمر بالرسوم على الألواح الحجرية، ثم تطورت هذه العملية إلى ابتكار الحروف والكلمات، والكتب الورقية لا تمثل سوى جزء صغير من عالم القراءة المتنوع.
الكثير الكثير من الحكايات في معرض الكتاب هذا العام.